20 - 06 - 2024

حالة حرب| دين المصريين لا يختبر

حالة حرب| دين المصريين لا يختبر

ثمة فارق جوهري بين القتال والحرب، فالقتال صراع قوى أما الحرب فهي صراع إرادات، وها هي مصر تحارب عن أمنها القومي  الذي تم محاولة التعدي عليه بقتل واحد وعشرين مصريا، ثم بث فيديو قتلهم، ويبدو جليا أن الدولة المصرية وقعت في اختبار شديد الصعوبة وأن عليها أن تنجح فيما نجحت فيه عبر آلاف السنين؛ التمسك بدينها: مصر للمصريين، وفاتحته: للشعب درع وسيف.

(?)

لقد تم قتل أبنائنا لأنهم مصريون، ودون أن تقوم مصر بفعل تجاه داعش؛ لذلك فإن محاولة الصراخ بأن الدبلوماسية تأخرت عن الحرب، وأن التفاوض كان يمكن أن يؤدي إلى ما هو أفضل.. ذبح أبناؤنا فما الأفضل؟ الخطر المحتمل على أبنائنا في ليبيا كان (كان) أكبر، وأبناؤنا ذبحوا قبل بث الفيديو بمدة.

(?)

لا يستطيع جيش خوض حرب عصابات، قولٌ على إطلاقه بحاجة إلى مراجعة؛ فداعش خارج الشوارع المصرية، لا تقاتل خفية ثم تختلط بالمارين وبالسكان، تنظيم له معسكرات وجيوش، داعش إذن أخذ من الجيوش أسوأ ما فيها: الظهور.. ومن العصابات أحقر ما لديها: الهمجية.

(?)

التكلفة المالية للحرب باهظة، هذا كلام غرف مكيفة؛ فللجيش تدريبات بالذخيرة الحية، والذخائر الموجودة لا بد من استخدامها في فترة معينة، علاوة على أن الأثر الإيجابي الراجع على المعدة والمستخدم  بالغ الأهمية.

(?)

تمتلئ شوارع ليبيا بالفرحة نظرا لما قام به الجيش المصري، ولا صحة لغضب شعبي، أما المجموعات المتمردة فعليها أن تتوحد وتفرض سيطرتها وإلى أن يحدث هذا فعليها أن تتحمل.

(?)

ما تقوم به بعض الجماعات من القبض على المصريين هو محاولة لكبش الجمر؛ فما حدث لداعش سيجعل أية دولة أو منظمة أو جماعة تفكر ألف مرة قبل أن تقدم للمصري خدمة لا تعجبه.. فيستدعي F16وأخواتها.

(?)

المجتمع الدولي لن يستطيع اتخاذ قرار ضد دولة تدافع عن أمنها القومي، ليس من خلال فيتو روسي مضمون، ولكن لأن المصريين قاموا بما يجب عليهم أن يفعلوه حماية للمجتمع الدولي من أن يتحول إلى غابة، ولا معنى لأي قرار يصدر بضغط مشبوه مخالفًا لهذا السياق.

(?)

معسكرات داعش التي تم ضربها تقع في "دِرنة" وقد تمت بناء على معلومات موثقة، وربما يستطع المواطن العادي أن يعرف أنها المعقل الأساسي لتنظيم داعش، الذي تدعوه  جماعة الإخوان الإرهابية بالدولة الإسلامية، وتبث عبر مواقعها وصفحاتها أخباره وأخبار القصف بطريقة ملونة ساذجة، وهذه المدينة الجبلية المطلة على البحر المتوسط تم اختيارها بعناية ممن يحركوا التنظيم.

(?)

في الحرب هناك ثلاثة مواقف: جندي مخلص، وعدو، وخائن.. وهذه حرب بامتياز، فرضت علينا ولم نسع لها، ندافع ولا نهاجم؛ والاختيارات متاحة مباحة.. لكنها تحكم على صاحبها.. ومع سقوط قطرة دم مصرية حُسم الإمر: كلنا جنود.

(?)

مع أول طلعة جوية مصرية (ردًّا على أسر أبنائنا) وضع النظام المصري الجديد قدمه على أول الطريق الصحيح، خارجيا بقصد، وداخليا (ربما) دون قصد؛ ففي خلال أسبوع تم دراسة الأمر ووضع سيناريوهات للأزمة، والتجهيز لردود الفعل (لسنا هنا في مجال تقويمها، وليست لدي القدرة على ذلك).. لكن هذا التحرك الحاسم سيجعل النظام المصري يدرك ثمرة الحسم الذي ظل يستخدم نقيضه؛ لذلك فإنني أتعشم بأن تجري محاكمات ثورية لقتلة الثوار منذ يناير حتى مذبحة ألتراس الزمالك، وأن تكون هذه المحاكمات للفاسدين في كل القطاعات؛ ودون هذا الحسم الداخلي، ستتوحش طائفة الفاسدين وستجبر النظام المصري على إن يكون كسابقه مراعاة لمصالحه.

(??)

لا تصالح

##

مقالات اخرى للكاتب

واشنطن بوست: إيران تشير إلى تطور كبير في برنامجها النووي بأحد مواقعها الرئيسية





اعلان